منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة
أهلاً بك زائرنا الكريم وطبت وطاب وفتك في منتداك لتنشر دينك والعقيدة الصحيحة
جزاك الله خيرا@ لا تنس التسجيل
منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة
أهلاً بك زائرنا الكريم وطبت وطاب وفتك في منتداك لتنشر دينك والعقيدة الصحيحة
جزاك الله خيرا@ لا تنس التسجيل
منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة

أهدافه: نشر القرآن الكريم من حيث( أحكامه التجويدية- تفسير - علومه - أسراره - اعجازه ....إلخ. )والدعوة إلى الله عزوجل بفهم سلف الأمة الصحيح
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المسلمون في العالم


المحتوى مقدم من شبكة الألوكة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
»  سبعون مسألة في الصيام ج 1 الشيخ المنجد
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالسبت يونيو 20, 2015 1:27 pm من طرف الله كريم

» تفسير سورة فاطر اعداد ادارة المدرسة
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2014 8:21 am من طرف الله كريم

» علاج العين والحسد
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2014 8:13 am من طرف الله كريم

» كيف ترقي نفسك بنفسك ؟
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2014 8:08 am من طرف الله كريم

» الموسوعة القرآنية الشاملة لمشاهير القراء
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالإثنين مارس 24, 2014 8:30 am من طرف خالد

» سيرة حياة الإمام الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالأربعاء مارس 19, 2014 8:42 am من طرف خالد

» السيرة الذاتية الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل بن المُقدَم
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالسبت مارس 15, 2014 9:02 pm من طرف المدير

»  الشيخ عبد القادر الأرناؤوط –حفظه الله
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالسبت مارس 15, 2014 8:58 pm من طرف المدير

» السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ محمد صفوت نور الدين رحمه الله
سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالسبت مارس 15, 2014 8:54 pm من طرف المدير

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 14 بتاريخ الخميس أبريل 25, 2024 3:23 pm

 

 سيرة الامام النووي رحمه الله2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطحاوي
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الطحاوي


عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 10/03/2014

سيرة الامام النووي رحمه الله2 Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الامام النووي رحمه الله2   سيرة الامام النووي رحمه الله2 Emptyالإثنين مارس 10, 2014 8:35 pm

فلما عدت إلى دمشق كتبها وأرسلها رحمهم الله تعالى.
نبأ أَصم به وأصم الناعى ... فجنى على الأبصار والأسْماعِ
غَدَت النفوس بها شعاعاً إذ بَدَتْ ... شمس الضحى حزناً بغيرشعاع
أودى بها خوف التفرق قبله ... ما أشبه الأَوجْالِ بالأوجاع
حل المصابُ بَرب كل فضيلة ... وباي كل ثنية طلاع
هادٍ إلى السنن القويم وسُنة ... الهادي جميل مناقب ومتاع
يحيى الذي أحيا الفطائل سعيهُ ... وهدي بَبْارق ذهنة اللماع
القانت القوام والصوام والساعي ... بخطوة في العلوم وساع
هانت اعى هم له إليه ... لكنها عزت على الأطماع
مازال أوحد دهره في عصره ... وإلى سبيل الحق أفضل داع
طل الورَي طرباً على همه في كل صالحه وأطول باع


--------------------------------------------------------------------------------

وشاهم متحققاُ بمعارف ... محمودة الأجناس والأنواع
خَبَرُ جليلُ جل في تأبينه ... عن رثيه الأشعار والاسجاع
قد جُمعت فيه خلالا سيمة ... وثبوتها بشهادة الإجماع
نعم الموفق كان في أقواله ... وفعاله و موفق الأتباع
فقدته والآمال فيه فسيحة ... إذ كان خير ذخيرة ومتاع
بات لفقد حياته في وحشه ... وعلى الأسى محنية الأضلاع
طوبى له من واصل جنانه ... بالصالحات لليله قِطاَع
لقى المنون لقاءِ مرتاح إلى ... مولاه لا جزع ولا مرتاع
يالهف من كان السعيد بقربه ... ومنازل منه جل ورباع
لازال مثواه بصوب سحائب ... الرضوان روضاً دائم الأمراع
وقرأ الصدر الرئيس الفاضل أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن مصعب رحمه الله بدار الحديث النورية مرثاه نظمها وأنا أسمع، وكان قرأ على الشيخ قدس الله روحه قطعه من المنهاج في محضر المحرر، واستنسخ الروضة له، وقابلت له بعضها مع الشيخ، وأصلحت بأملائه رضي. الله عنه مواضع فيها، وهى:
وأكْتُم حزني والمدامع تُبدْيه ... لِفَقد امرئ كُلُّ البرية تبْكيه
رأى الناسُ منه زهدَ يحيى سَميه ... وتقواه فيما كان يُبْدى ويُخفيه
ولم يَرْضَ بالدُنيا ولا مَال لحظة ... إلى عيشتها فالله لا شك يرضيه
فليس له في زهده وخشوعه ... وتجريده في الناس مثل يُدانيه
تحلى بأوصاف النبي وصَحبه ... وتابعهم هَدْياً فمن ذا يُناويه
وشمر عن سَاق اجتهاد يُعلم ... الجهُول ويهديه السبيل ويلًقيهِ
وكان رؤوف بالضعيف وطالب ... العلوم يوفيه الجواب ويدنيه
إذا ماسدَّد الخصم حجة ... فان ضل عن قصد المحجة يُهديه
ومن جاء يسْتفتيه يدنى محله ... ويجلسه بالقرب منه ويفتيه
تصانيفه في كل علم بديعة ... وأبدع منه ما يقول ويمُليه
حديثُ رسول الله والفقه دَأبُهُ ... فصنف في هذا وهذاك يرويه
ويتلوا كتاب الله سراً وجهرة ... بفكر في تفسيره ومعانيه
يرى الموت حلوا في إمانة بدعة ... وكم سُنة أحيى بصدق مساعيه
فطوبى له ما شاقه طيف مطعم ... ولا ملبس رقت ولانت حواشيه
دائر مع فقريه وخصاصة ... على نفسه جودا بما كان يحويه
تفرق في أهل العلوم محاسن ... وقد جمعت أوصافهم كلها فيه
شكى فَقْده عِلْم الحديث وحفْظهُ ... وأهلوه والكتب الصحاح وقرايه
ولاحَ على وَجْه العلوم كآبة ... تُخبر أن الدَّين قد مات مُحيْيْه
مضى وله علم تجدد ذكره ... وينشره فالدهر هيهات يطويه
وعم بلاد المسلمين مصابه ... وخص دمشقا بالرزية ناعي
وكم نلت من خير له في حياته ... وبعد مماتي في معادي ارجيه
وما كنت أرجو أن أوخر بعده ... فاندبه بعد الممات وارشيه
فلو أنه يفدى بأهلي وجيرتي ... ومالي ونفسي كنت والله أفديه
ولكنه الموت الذي قهر الورى ... فما منهم إلا مجيب لداعيه
إذا عُدم الإسلام أشرَف أهله ... فحق لنا في ذا المصاب نُعزيه
فحيا الحيا قبراً به راح ساكنا ... ليروي ثري ذاك الضريح وواديه


--------------------------------------------------------------------------------

ورثاه الفقيه الفاضل الإمام الصدر الرئيس الأديب نجم الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا عماد الدين أبى عبد الله محمد بن أمين الدين سالم بن الحسن ين هبه الله بن محفوظ بن صصري التغلبي (بالتاه المثناه والغين المعجمة) البلدي في شعبان سنة ست وسبعين وستمائة، وعتبه بعض مشايخه على ذلك، فبلغني إنه أجاب عتبه بأنك إذا مت رثيتك بأحسن منها، فلما كان في سنة اثنتين وسبعمائه ولي القضاء القضاة بالشام فتفضل وحضر مجلس الحديث بدار الحديث النورية رحم الله واقفها في جمادي الأولى، فأمرت قارئ الحديث أن يقرأها عليه ليسمعها الحاضرون منه، وتبركا بذكر الشيخ قدس الله روحه، سمعتها معهم لأرويها عنه من طلب ذلك إن شاء الله تعالى، وتجوز الرواية عن الأحياء بلا كراهه عند جمهور العلماء وكرهها الشافعي رضي الله عنه خوف نسيان المروي عنه و إيهام الراوي، والله أعلم.
القصيدة هي:
أعَيْنَيَّ جو ا بالدمع الهواطل ... وجودا بها كالساريات الهواطل
على الشيخ محيي الدين ذي الفَضل والتقى ... ورَب الهُدى والزُهد حاوي الفضائلِ
على قانت بَرٍّ طهور مُوفق ... على عالم بالنسك والدين عاملَ
على زهد في طاعة الله جاهد ... على عابد يبغي رضي الله فاضل
على راغب في الدين قد رفض الدنا ... فغالته منها حادثات الغوائل
وسيلي دماً فالدمع ليس بنافع ... غَليْلي ولا مُطْفٍ أوار مفاصلي
لقد كان فرداً في الزمان مُكَّملاً ... عديم نظير أو شبيه مساجل
لقد كان بحراً للفضائل طامياً ... غزير عباب ماله من سواحل
لقد كان ذا فضل ونبل وسؤود ... سما عن سماء أو عديل مماثل
لقد كان عن دين الإله مناضلاً ... فأكْرم به من دَيَنٍ ومُناضلٍ
لقد كان في الدنيا الدْنية زاهداً ... فلم يُله مَنها قط يوماً بطائل
لقد كان في الأخرى العَليةجاهداً ... فَنَوْلهُ منها ربَّ أشرف نائل
لقد كان بالمعروف للنّاس آمراً ... وناهيهم عن منكر وباطل
فكم قام بالإسلام حَقَّ قيامه ... وما عاقه عن قصده عدلُ عاذل
وكم من مقام قام فيه بنصرة ... الأنام مقام الذايلات العوامل
وكم لذوي الحاجات واجد معلناً ... بإنكاره عند الضحى والأصائل
وكم بالهدي والحَق شَافه مُنكراً ... إذا لم يكن يصغي لأقوال قائل
فإن هو عنَ رُوياه أصبح عاجزاً ... يُبلغه إنكاره في الرسائل
تنزه عن دنياه يرجو إلهه ... فعوضه عن عاجلات بآجل
وصد عن الفاني ليصبح فائزاً ... بياق من الأخرى عديم معادل
فلم يكْ من حفظ له في حياته ... وذاك على الإخلاص أقوى الدلائل
ولم يكْ فعالا سوى الخير والهدى ... وهاتيك والرحمن أفعال عاقل
بك يسعى في سوى الزهد والتقا ... وقد كان منه خير ساع وفاعل
تعزوا جميع الناس عنه فكلكم ... مصابُ به من عالمين وجاهل
وكم قام فيما نابكم من ملمة ... وشغل بما فيه من الحزن شاغل
على قاصديكم منكراً بلفظ ... وخير للمواعظ شاملِ
وكم ذب عنكم مدة وحماكم ... بقول وعزم مثل حدُ المناضل
رجاء ثواب الله لا قصد سمعة ... ولا لحباء منكم وفواضل
فأسكنه الرحمن في دار خلده ... وبلغه منها أجل المنازل


--------------------------------------------------------------------------------

ورثاه بعض فضلاء الحنفية رحمهم الله أجمعين.
مصابُ أصاب القلب والجفن أرقا ... وخَطبُ أتى بالزن والصبر فَوقا
ورز تغشى المسلم بأسْرهِم ... وسَهمُ إلى عَين الشريعة فُوْقا
لقد سدد الرامي السهام ولم يكن ... ليخطئ به سهم المنون مفوقاً
وخطب يجوب الأرض،رفاً ومغربا ... وأشَامَ في قطع البلاد وأغرقا
وعَم جميع الأرض من كل وجهة ... وإن خص من دون الأقاليم حلقا
ومَادت نواحي الأرض حزناً ... بأهلها وكادتْ قلوب الخلقِ أن تتمزقا
وضاق الفضا الرحب حتى لقد غدا ... كسُمَّ خياط أو من السم أضيقا
وقد حكمت أيدي المنون بمن كسى ... على الدين والدنيا جمالا ورونقاً
ومن كان للدين الحنيفي عصمة ... يرد العدى عنه وللعين بوبقا
وبمن كان حلياً للزمان وأهله ... وعِقد نظام العِلم والحِلم والتقا
لقد كان وكنا للشريعة مانعا ... مصاب به الإسلام طوعاً ومسقفاً
وغيثا الأهال الرشد في المحل هاطلاً ... وصوتاً على أهل الضلالة مصعقاً
ونوراً لدين الله يهدى ذوى العمى ... وبالإتمام في سماه الشرع شرقاً
وغضبا يصون الشرع منْ كل ملحد ... وباغ صقيلاً ماضي الحد مطلقاً
إذا ما انقضاه الشرع من أمر حادثٍ ... فرى هامة الخطب الجسيم وَفَرقا
فقد أضحت الأقطاب والكون ... كله لفقدك محي الدين تبدى سُابقا
واقفر ربع الزهد والجود والبها ... وربح الحجى والنسك والدين والتقا
أسفت ولورد القضاء تأسفا ... لما كان مماتى إليك توطقا
رثيتك لا أنى ظننتك ميتا ... فكيف واحياء العلوم هو البقا
وكم ميت أحييته بعد موته ... فأصبح أبداً للصواب واحذقا
وكم غامض أوضحت للناس غمضه ... وإن كان قد أعى الإمام المحققا
وكم شق الأسماع دراً ولؤلؤا ... إذا ما سمى في مجلس منه منطلقا
بلفظ يفوق الماء منه عذوبة ... بل اللؤلؤ الرطب الأنيق المنمقا
ومفتقر للعلم اغنيت فقره ... فأضحى غنياً بعدما كان مملقا
وحيران في فقر من العين يلقع ... هداه إلى سيل الرشاد وطرقا
وكم فاجر قد راضه بتلطف ... فعوض عن ذاك الفجور به تقا
أبا زكريا أليس للمرء ملجأ ... يَرُد الرَدَى عنه جر فيلقا
فكل وإن طالت جريدة عمره ... سيصبح في درج المنون محققا
أيحيى لو أن الموت يثنيه عن فتىً ... ثِبات جَنان لا نثنى عنك أخْرقا
ومَا مُدَّ صَرْف الدْهر نحوك باعَه ... ولاصم جَنْبيكَ الصفيحُ مُطبقا
فكم موطناً قدمت فيه مجاهداً ... وطرف الردى فيه إليه محدقا
لئن كان قد وارى الثرى حسن خلقه ... فغير مطيق أن يواري التخلقا
وكيف يُواِرى الترب عَلماً غدا ... به على سَعَةِ صدر البسيطة ضيّقا
فَطوبى لِقبْر ضمّه فَلقدْ غدا ... يُباهى في دار المقامة والبَقا
سقى قبره صوباً غماما ورحمة ... إذا قيل أن قد أقلعا عنه أغدفا
ورثاه الصاحب الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن عمر بن أحمد بن عمر المنيحى، نفع الله به، أحد فقهاء مدرسة الناصرية بدمشق المحروسة والساكن بها أديب مُغلق.
سًبُل العلوم تقطعت أسبابها ... وتعطلت من حليها طلابَها
لمصيبة عزَّ العزاء لها كماً ... في الناس قدجلت وَجل مُصابها
أيها الحَبْر الذي من بعده ... كل الفضائل غلقت أبوابُها


--------------------------------------------------------------------------------

أضحى على الدنيا لفَقدك وحشةُ ... ما اعتادَها من قبل ذا أربابُها
مُسوْدَةُ أيامها مُتعيراً ... أحوالها مستوحش محرابُها
لله أيُّ بحار فضل غُيِّضت ... من بعد ما زخرت وعَجَّ عُيابُها
مَنْ للمسائل أعْضَلت من للفتاوي ... أشْكَلتْ عن أن يُرد جوابُها
مَنْ للتُّقى منْ للحيا مَن لِلحُجى ... طويتْ لِفَقْد اليفها أثوابها
قَدْ كانَ ذا سمت يقر لحسنه ... في العالمين شيوخها وشبابها
ومناقب مثلُ الكواكب ساِفر ... عنها للحظ الناظرين نقابها
حسناته أربت على قطر الحيا ... فلا جُل ذلك أتعبت كتابها
ما عذر أجفان عليه لم تدم ... بنَجيع دمع حرة تُسكابها
تباً لدنيا لا يدُوم سرورها ... مع أنها لا ينقضي أوصابها
فنعيها أنا نظرت شقاؤها ... والسهل منها أن تحقق صابها
وكذا المنون إذا اعتنوت مطية ... مرهونة كل الورى ركابها
فانظر نفسك أيها المغرور يوما يطول على النفوس حسابها
في موقف للناس صعب لم تفد ... أحسابها فيه ولا أنسابها
أسْلُكْ كمحيى الدين سبل السلامة ... يَعصمك من نار يدوم عذابها
عَزِفَت عن الدنيا الدنيةَ نفسه ... وهي التي عدد الحصى خُطابَها
هو تخير الباقي عن الفاني وما ... أضناه منها جليها وخضابها
أطنبت في نَطمي المراثي بعده ... لو كان يشفي علتي أطنابها
تسقى ضريحاً حل فيه رحمهَ ... تهمى على مر العصور سحابها
وأحله الرحمن عالي جنة ... مأنوسة رضوانه بوابها
و رثاه قارئ دار الحديث الاشرفية، و الاخذ عن الشيخ، الفاضل المحدث أبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الله الكاتب الأديب المصري ثم الدمشقي.
وقال: نظمتها راثياً مشايخي رحمهم الله وسمعتها من لفظه وهي:
الحَمدُ لله العظيم الهادي ... جَلت محاَمده عن التعدادي
ربُّ علىَّ في مجده وجلالهِ ... عمن يُضاهيه من الأنداد
جل الذي هو واحد في ملكه ... مِنْ غير صاحبة ولا أولاد
خلقَ الورى والخَلقُ أظهارا لما ... يخفى من الملك العظيم البادي
قسَمْ الخلائق كيف شاء فكلهم ... ملك له من رائح أو غادي
فقضى لمن قد شاء بالإبعاد ... وقضى لمن قد شاء بالإسعاد
وقضاؤه عدلُ وليس بجائر ... إذ كان مالكهم بلا ترداد
رحم الأنام فأرسل الرسل الكرام ... الراشدين بواضح الإرشاد
والله شرفنا بفضل نبينا ... المبعوث حقاً رحمة لعباد
فأتى بقران عظيم باهر ... فيه الهدي أكرمْ به من هادي
وحديثه يُشفي الصدور نوره ... يَحي القلوب به و يروي الضادي
وأقام للدين المتين أئمة ... يهدي الورى فهم نجوم بلاد
نرجوهم بين الخلائق رحمة ... ومماتهم علم بقرب معادِ
فالعلم مقبوض بقبض نفوسهم ... قد جاء ذاك من النبي الهادي
فلقد فقدنا سادة في دهرنا ... نورُ العباد وعصمة الرواد
ابن الصلاح إمامنا خير الورى ... وبقية العلماء و العبادِ
والشيخ عز الدين أوحد دهره ... وكذا السخاوي الرحيب النادي
وكذا أبو عمر الإمام وشيخنا ... الحبر الخطيب ملقب بعماد
وكذا شهاب الدين شيخ بارع ... في كل علم ثابت الاطوادِ
وكذاك محيي الدين فاق بزُهدهِ ... وبفقهه الفقها مع الزُهادِ
القانت الأواب والحَبْر الذي ... نصرَا الشريعة دائما بجهاد


--------------------------------------------------------------------------------

تَبْكيه دار للحديث وأهلها ... لخُلوْها من فضله المعتاد
لم يَبق بعدَك للصحيح مُعَّرفُ ... قد كنت فيه جهْبذا النقاد
من ذا يبين مرسلاً من مُسند ... أو من حديث عُدَّ في الأفراد
أو كان مقطوعاً ضعيفاً مُعضلاً ... أو كان موضوعاً لذي إلحاد
أو من يبين منكراً في مَتْنِهِ ... أو من يعرَف عِلَة الإسنْادِ
من ذا لِدفع المنكرات وقد غَدَتْ ... بين الأنام كثيرة التردادِ
أنهكت جسمك بالصيام مراضياً ... وسهرتَ غير ممتع رقادِ
ونَصرْتَ دين الله وحدك جاهداً ... ورفعت منه شَبهة المراد
حتى حصلت على علوم جمة ... وفسرت أخبار النبي الهادي
تُشفي النفوس إذا أجيب سؤال ... من يلقى عليك دقائق الإيراد
الواضحات من الأدلة كلها ... ونص القران بذهنك الوقاد
وزهدت في الدنيا وفى لذتها ... وكُتبت عند الله في الزهادِ
أوحشت حلق إذا فقدت وأهلها ... من بعد أنس خالص وواددِ
يبكيك جامع حلق لما خلا ... منه تهجده على الأباد
يبكيه صحَبُ كان يجمع شَملهم ... فيه بشرح شارح لفؤادي
يا حبذا تلك الخلائق والنهي ... ما كان أبردها على الأكباد
يا حبذا من مستشار ناصح ... بمشورة تأتي بكل رشاد
قد كنت غيثاً للبلاد وأهلها ... تسعى بك الأرضون عند جهادِ
وقد كنت نوراً للبلاد وأهلها ... قد عاد بعدك مبدلاً بسواد
فبكينه لما ثوي بثرى نوى ... وفائي فقد أصمى صميم فؤادي
فقد سلبناه وبدل قربه ... لما حواه لحده له بيعاد
قد كان يسلينا محاسن علمه ... عن سالف الأباء والأجداد
أتري يعود لنا ليالي أنسكم ... هيهات لكن ذاك يوم معادِ
حقا البكا على الإمام لفقدكم ... حزناً وحق تفتت الأكباد
تَركوا منازلهم وساروا سرعة ... تتري كأنهم حداهم حادي
غدتْ المنونَ عليهم فتتابعوا ... فكأنما كانوا على ميعاد
ماذا اَمل بعدهم من لذة ... تبقى وهم كانوا جميع فؤادي
يا صائرا هدْا المصير إلا أشفق ... من عقلة تردي وطول رقادي
واعمل لنفسك قبل سكنان الثرى ... وَتصير في لحد من الألحاد
لا تستطيع إذا لنفسك حيلة ... وأحذر هواك فهو بالمرصاد
ما الناس إلا غافلون عن الهدى ... في هذه الدنيا سوي الزهاد
يا رب فاجبر كسرناً فيمن مضى ... منهم وأقظنا لاستعداد
واختم لنا بالخير عند مماتنا ... أنت الكريم وملجأ القصاد
والحمد لله المهيمن دائماً ... ثم الصلاة على النبي الهادي
وآل والأصحاب ثم سلامه ... ما عزّت ورق على الأعوادِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة الامام النووي رحمه الله2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الامام النووي رحمه الله 1
» سيرة الامام النووي رحمه الله3
» سيرة الامام النووي رحمه الله4
» سيرة حياة الإمام الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
» ترجمة الامام ابن الجزري رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة :: منتدى القصص والعبر :: سير أعلام بعض العلماء-
انتقل الى: