منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة
أهلاً بك زائرنا الكريم وطبت وطاب وفتك في منتداك لتنشر دينك والعقيدة الصحيحة
جزاك الله خيرا@ لا تنس التسجيل
منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة
أهلاً بك زائرنا الكريم وطبت وطاب وفتك في منتداك لتنشر دينك والعقيدة الصحيحة
جزاك الله خيرا@ لا تنس التسجيل
منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة

أهدافه: نشر القرآن الكريم من حيث( أحكامه التجويدية- تفسير - علومه - أسراره - اعجازه ....إلخ. )والدعوة إلى الله عزوجل بفهم سلف الأمة الصحيح
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المسلمون في العالم


المحتوى مقدم من شبكة الألوكة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
»  سبعون مسألة في الصيام ج 1 الشيخ المنجد
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالسبت يونيو 20, 2015 1:27 pm من طرف الله كريم

» تفسير سورة فاطر اعداد ادارة المدرسة
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2014 8:21 am من طرف الله كريم

» علاج العين والحسد
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2014 8:13 am من طرف الله كريم

» كيف ترقي نفسك بنفسك ؟
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالثلاثاء أبريل 15, 2014 8:08 am من طرف الله كريم

» الموسوعة القرآنية الشاملة لمشاهير القراء
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالإثنين مارس 24, 2014 8:30 am من طرف خالد

» سيرة حياة الإمام الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالأربعاء مارس 19, 2014 8:42 am من طرف خالد

» السيرة الذاتية الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل بن المُقدَم
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالسبت مارس 15, 2014 9:02 pm من طرف المدير

»  الشيخ عبد القادر الأرناؤوط –حفظه الله
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالسبت مارس 15, 2014 8:58 pm من طرف المدير

» السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ محمد صفوت نور الدين رحمه الله
سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالسبت مارس 15, 2014 8:54 pm من طرف المدير

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 14 بتاريخ الخميس أبريل 25, 2024 3:23 pm

 

 سيرة الامام النووي رحمه الله4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطحاوي
صاحب الموقع
صاحب الموقع
الطحاوي


عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 10/03/2014

سيرة الامام النووي رحمه الله4 Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الامام النووي رحمه الله4   سيرة الامام النووي رحمه الله4 Emptyالإثنين مارس 10, 2014 8:51 pm

ورثاه الفاضل الأديب أبو محمد سليمان بن علي عرف بالعفيف التلمساني رضي الله عنه.
نعم بعد يحيى معهد الفضل دارس ... مما انتصفت إن لم تنحه المدارسُ
فياصَبْرُ منْ عندي وياحزن انتَعِش ... فإنّ النْواوي قد حوته النواوسُ
بكتْهُ مساعيه التي بذت الأولى ... سحْرا لِلعلى في ركضهم وهو جالس
وناحت عليه ورق أوراقه وما ... لها من سوى الأقلام قصب مؤانس
إقسم مانَفْسُ بكته نفيسةُ ... اذا لم تساعدها النفوس النفائس
تلهب قلبُ البرق والرِعدُ صارخ ... أسمى ودموع الغاديات بواجس
وظل وبات اللؤلؤ الرّطب حامدا ... مدامع فيه! ودها مُتجانس
وَمثْوى الثريا فيه قد حَسَد الثرى ... فماذا عَسى فيه بقول المجالس
لقد كان يحيى الليل يحيى مسهدا ... الجفون وجُفن النجم في الأفق ناعس
ويَطوى على الداء الدفين من الطّوى ... لأضالع ما فيها سِوى الذكر هَاجْسُ
ورُضى جليس الحيز مُمتعُ بحثه ... فينقادُ لِلحق الممارى الممُارس
فان تضحكِ الدنيا سرورا بمتنله ... فوجهُك يادنيا من الفَقدْ عابَسُ


--------------------------------------------------------------------------------

وكُنتِ به مثْلَ العروس فأصبحت ... لديه من الحور الحسان العرائسُ
فِلِلَه غصنْ عندما ائم زهرْة ... فاينْع وأضحى رطبة وهو يابسُ
وبدر تمام والبدورُ متى تَغِبْ ... تُرَج وهذا منه قلبي آيسُ
فأقسم مَا النعْمى بها القلم ناعم ... عليه ولا البُؤس بها القلب يأنسُ
وهَيْهات لو أني صديق ومات لم ... أعْش بعده لما حوتْهُ الرّوامسُ
فيا دهرُ هل كانت مَناياه أكوسا مُلِئْت بها سُكْرا فرأسك ناكس
ويأكل يوم بعده صار ليلة ... أما تنجلي بالصبح منه الحنادِسُ
لقد أجفلت عرى المسائل بعده ... وعَهدي بها من قبل وهى أوانسُ
يطلود منهل الشرود كأنها ... مُهيأ يُدريها بالقسى الفوارس
ولو أنه فينا لعُدْنا وكُنّسُ ... الجواري لدينا إلا الظياء الكوانِسُ
لهُ في رسول الله والآل أسْوَةُ ... وأصحابه عنهم تقوى الفرادس
أبْو أن يؤبوا نحو دنيا دنية ... وملابسها تعُرى بها وهو لابسُ
وكانت لياليه كأيامه سنا ... فأيامنا مثل الليالي دوامسُ
سعى عهد عهد فأنا عصابة ... مدامعها تسقى لذى الحزن غارسُ
وكيف تبكيه ويعلم أنه ... على ما إليه صار كان يُنافَسُ
ورثاه تلميذه الفقيه الأديب الأمين سلطان إمام الروايحة رضي الله عنه:
بَكتْ العلومُ لفقد منْ أحياها ... منْ بعد طول خمولها وخفاها
ذَهبتْ لمذهبه المذاهب بعدما ... جَلى مأخذها وشدْ عراها
وغدت مودعة تودع من له ... قد أقسمتْ أنْ لا ينال خبَاها
أفلت شموس سعودنا من بعده ... والعين فارقها الكرى وقلاهَا
يا للرجال رزية عمت فلا ... جبرلها من ذا يطيف دواها
قد أظلم الأفق المنير لفقد من ... حاز الفضائل كلها وحواها
أضحى على الأقطار منه وحشة ... حتى تشابه صبحها بمساها
لله أية حسرة أبنا بها ... إذا فارقت تلك النفوس شفاها
السيد القوام والحبر الذي ... أعيت مناقبه لمن جاراها
والناسك الحبر الإمام المقتدي ... بأئمة في العلم طال بناها
يا محييا للدين بعد أماته ... ومؤيداً لشريعة اَخاها
يا آمراً بالعرف يرضى ربه ... بوَأت من دار النعيم أعلاها
يَبْكيك ذاَ الليل إليهم فطال ما ... قَدْ قُمتْ فيه مُسبحاً أواها
وكذاك صوَمُك في الهَواجرْ داَئباً ... سيان عندك حرها وشتاها
يا هذا سلت المعالي والرضا ... يا عارفاً عتَبَ الدنيا وفناها
أعرضت إذ دُنْيا أتتك مطيعة ... ورغبت في دنيا يدوم بقاها
خَطبتك حور في جنان زينت ... لقدوم نفس قد زكى مسعاها
فلجنة الفردوس من بشرى بالذي ... قد حلها طوبى لها سكناها
فالسنة الغراء تبكى فقده ... إذ من أغاليظ الرواة حماها
وكذاك مذهبُ ابن أدريس الذي ... فاق الأئمة سؤدداً فعلاها
فاليوم بُنْيان القواعد قد هوى من بعد تشييد وحسن بناها
من للمسائل كاشفاً عن سرها إذا عَضَلَتْ وتعسرت فتواها
إذ كنت توضحها بلفظ موجز ... فيطيب منك جدادها وجناها
وإذا تحل بنا النوازل من لنا ... في رفعها عنا رحل عراها
أمْ مِنْ نُرجية لدفع كريهة ... يوماً إذا ماعَمنا بلواها
قد كنت محيي الدين حِصْناً مانعا ... عنا فوا آسفا عليك وأهاً
فلقد غَدوتْ مكرما في صحبة ... كانت نفوسهم لديك شفاها


--------------------------------------------------------------------------------

فالآن شتت شماهم وتفرقعوا ... حيرى سكارى ليس من صَهباها
فلو أن نفساً تفتدي لفدتك من كأسى الحمام نفوسنا بدماها
لكن كاسات المنون دوائر ... لم يعدها من للحصون بناها
قد أكثرت فيك الرثاء وما أرى ... يجدي سوى تدكارها وهناها
روى الإله تراب تربتك التي بك قد علت شرفا وطاب شذاها
واتيك من رب العباد تحية ... حتى المعاًد صباحها ومساها
ورثاه بعض المحبين أيضاً رضي الله عن! ونفعنا بعلومه آمين:
سَلْ رَبَعَ دار أقْفَرتْ إن أخيرا ... عن أهلها وبأهلها ما قد جَرى
رَحَلوا فلم لا ودعوا لترى بهم ... يادار غلسُ ركبهم أم هجرا
أم في دجنة لَيْلهم كي لا يرى ... هَمْ حاسد ومكاشح بهم سرى
يا دار ما صنع الزمان فَحدثي ... عنهم بصدق لا حديث يفترى
فَفَهِمْتُ منها حيث لم تنطق إذا ... نَزل القضاء فإنما عين ترى
لا تسألني واسأل الأقدار هل ... منهن يحمي من دَرى أومد رأى
سل ان سابور وسابور وكم ... كسرى يجريه الزمان وقيصرا
ما أضعف الإنسان بل عجب له ... يختار أن يبقى وليس مُخيرا
ولقد أتانا عن فريد زمانه ... خَبَر فارق للجفون وأسهرا
جَافَا الجنوب عن المضاجع ذكره ... ونفى الرقادَ عن العيون ونفرا
يا ليت قبل سماعه أسماعنا ... صمت وأعيننا لذلك لا ترى
يا مخبرا عن هلك محيى الدين ما ... تخشى وتستحي به أن تجهرا
وصفيهه أم غيها لما أتى ... الناعي به إذا قمنا مشى القهقرا
وأعض من وَجْد عليه أناملي ... وأهيم منه تأسفا وتحسرا
قالت أويحك مادهاك ومِا الذي ... لك قد أصاب وما الذي لك قد جرا
فأجبتها ثَكلتْك أمك تسالي ... عما جرى لي هل قليل ما جرى
هذا دعامة ديننا بل جسرهُ وإن الرؤية فيه أم حيّو كري
لا تحسبيه من الهضات فإنه ... لم الجبال قفوا المنيفات الدرا
علامة ولا يكن علماؤنا ... جما فكل الصيد في جوف الفرا
يحيى وما يُدْريك ما يحيى إذا ... عدُت مآثره التي لن تحصرا
لله قبر فتى مرجاء به ... وأصروا به جثمان أشْعث أغبرا
أترى الذي واراه في ذاك العري ... ادري لمن وارى به أم ما درى
قبروا الفضائل كُلها في لحده ... والفضل ما من حقه أن يقبرا
وَمغسل ماذا أراد بغسله ... إذا كان من دَنس الذنوب مطهرا
هذا الثناء عليك يحيى دائماً ... منا تطيبه الإله وكثرا
و لإن تمت أحييت مجداً لم يخف ... بتغيْر الأيام أن يتغيرا
ولكن إن ودعت غير مذمم ... وحصلت فيما بين أطباق الثرى
لك أسوة بالمصطفى المعطى بيوم ... العرض هذاك اللوى والكوثرا
ولقد علمت بأن تلك سَجيًة ... من عادل رأساً بها بن الورى
و آسى بها بين الحقير وبين من ... بالمجد والعز أرتد أو تاس
ولحقت فضلاً من تقدم حيث من ... أعمارهم قد كان عمرك أقصرا
لم يثمر العلم الشريف لعالم ... فيما رأينا مثل مالك أثمرا
وقرته بالزهد تمت بالتقى ... فترى كما وقرته لك وقرا
وسهرت إذا غن العيون وانه ... عند الصباح ليحمد القوم السرى
ولتلك موهبة خصصت بها ولو ... كانت بيشمير لكل شمرا
ولقد تركت الأهل والأصحاب في ... موت لفقدك لو تشاهد أخرا
أجفانهم يا ويحهم قد حالقت ... حتى السُهَاد وحرمت طيب الكرا


--------------------------------------------------------------------------------

أسقى الغمام نوى وعمر أرضها ... حتى ضريحك لم يزل رطب الثرى
سحب تروح و تغتدي مشحونة ... مساء وريحانا ومسكاً أذفرا
ورثاه بعض المدرسين بالبادرائية بدمشق رضي الله عنه:
سَقَى قُبْرُ يحيى في النوى كل سيل ... من الغَيْث عِرَاض البوارق هَتْان
ولا زال قُبْر حل فيه يُحله ... من الله رضوان وروح وريحان
جري سابقاً والناس فى غفلاتهم ... فحاز العلا يحيى ويُحيى له شان
إذا سَّحْنةُ عيني بحل فقدته ... فلا بان خلانى الثقات بلى بانوا
وقد كان بي حزن يكدر عيشتي ... فها أنا ذاك من فراق أحزان
لقد أبحثت في ابنة القوم إذ أتت ... بمثلك واستقلت على الأرض شعورا
ورثاه بعض المحبين في الله تعالى رضي الله عنهم أجمعين:
بكى العلم حينا بعد حين على يحيى ... وآلى يميناً بعده لم يكن يحيى
وأزلفت الجنان والحور زخرفت ... سرورا بمن أبكى لنقلته الفتيا
له درجات العلم والزهد والتقى ... وتضييق من حاز العلوم وبما أحيا
أضاءت من المنهاج منا مناهج ... وراحت به عين الربا والردى أمنا
وبث لنا من نشره أي روضة ... على زهدها من هذه دائماً بقيا
سقى الوابل الوَسمى أرض نوا نوى ... كما حل فيها صادق الرأي والرؤيا
وحيا الحيا ذاك الضريح ومن به ... وسقيا ا!لأرض حل في وجها سقيا
ورثاه بعض المحبين من الفقهاء رضي الله عنهم:
بَانت مراثينا هذيان أخوان فأين ... معتبرو الدهر خوان
قد فارقت نواحي الأرض مادتها ... وغيرت بعدهم للدهر أزمان
قد تقصت مثل ما قد قال ينقصها ... أطرافها قائل ما قد قال ديان
أين الذين أقاموا الدين واجتهدوا ... ولم يكمن زاَنهم غير الذي زانوا
بانوا جميعاً ولا أرجوا رجوعهم ... فدمعتي أصبحت حمراء مذ بانوا
يا محيي الدين مذ فارقتنا عجلاً ... قد هدمت بمشيد الدين أركان
إن كان بنيانه عند الهوى عدمت ... فكيف يبقى ولا أركان بنيان
قد كنت في هذه الحياة على سير ... لم يستطع مثلها في الدهر إنسان
زهدت فيها ولم تخدع بزخرفها ... فدام فيك على الأصحاب إحسان
الناس في راحة الدنيا ولذتها وأنت عند جهاد النفس تعبان
وهم على دعة في طيب مرقدهم ... وأنت في حل علم الدين سهران
وأينما كنت قد حادّت ملائكة ... حول المكان ولم يقربك شيطان
وكنت بحراً محيطاً للحديث لنَا ... يفيض من موجه در ومرجان
وكنت في المذاهب المنصور ... مجتهدا وعنك تنقله شيب وشبان
لو كان يلقاك ممن قد مضى ... أحد من الصحابة أو ممن له شان
لكان طلحة فيما قلت مرتضياً ... وكأن يثنى عليك الحبر سلمان
وكأن مهما رآك الشافعي فرحا ... وكأن يفضلك البحاث نُعمان
قد كنت كاسمك محيى الدين مجتهدا ... ومن دعائك نال النصر فرسان
سلكت بين الورى سبل النجاة وقد ... قر فيك لسان الوحي قرآن
بان جاهك عند الله مرتفع وإن ... حظك من ذي العرش غفران
يوما يكون عصاة الناس قد جمعت ... والنار ذات لظى والرب غضبان
يفر كل امرئ من هول مصرعه ... من ابنه وأبيه وهو حَيران
قد فتحت للوري أبواب هاوية ... ونارها انتشرت والجسم عريان
فعند ذاك بلى ريب على عجل ... بالبشر من ربنا يأتيك رضوان
وقد ترى جنة الفردوس قد فتحت ... وعم من طيبها روح وريحان
تدوم فيها بأفراح على أبد ... وصل في فرح حور وولدان


--------------------------------------------------------------------------------

متى ذكرناك قد فاضت مدامعنا ... حتى جرت من دموع العين عِذران
ينوح كل امرئ من فرط لوعته ... حتى لقد فرحت بالدمع أجفان
من ذا يبوح إذا بانت أحبته ... أولا يسيل ما على خديه عَقَبْان
الناس طرا على ذكراك في حرق ... وليس يعرض وذكراك نسيان
قد سال بحر دماء من لواحظهم ... مذ قام مكتئبا يبكيك عثمان
عساك تشفع فيه حيث قام غدا ... لينمحى ذنبه فالله رحمان
فإنه مذنب عاص ومعترف ... وقد ملأ صحفه سوء وعصيان
يا نفس لا تخدعي باللهو واتعظى ... فإن ويحك عند الله خسران
كم من اناس من الأخيار قد عدموا ... كأنهم ساعة في الدهر ما كانوا
لا تطمعى في البقايا نفس بعدهم ... فإن كل الورى في الدهر ضيفان
فصل في عدم بناء قبه على ضريحه
لما توفى رضي الله عنه أراد أهله وأقاربه وجيرانه أن يبنرا على ضريحه قبة وأجمعوا على ذلك، إذ جاء - رضي الله عنه - إلى أكبر امرأة من قرابته في النوم أظنها عمته، وقال لها قولي: لأخي والجماعة لا يفعلوا هذا الذي قد عزموا عليه من البنيان فإنهم كلما بنوا أشياء تهدمت عليهم، فانتبهت مزعجة فقصت عليهم الرؤيا لا فامتنعوا عن البنيان، وحوطوا على قبره بحجارة تمنع الدواب وغيرها.
وقال لي جماعة من أقاربه وأصحابه بنوي إنهم ساءلوه يوماً أن لا ينساهم في عرصات القيامة فقال لهم: إن كان ثم جاه والله لا دخلت الجنة وواحداً ممن أعرفه ورائي ولا أدخلها إلا بعدهم فرحمه الله ورضى عنه.
لقد جمعت هذه الحكاية من الأدب مع الله عز وجل ومن الكرم مالا يخفى على متأمل فطن.
فصل مواجهته لعلماء السوء
قال المؤلف رضي الله عنه !كنت بين يديه طيب ثراه لتصحيح درس عليه في مختصر علوم الحديث الأصغر له، فلما فرغت منه. قال لي: رأيت الليلة في المنام كأني كنت سابحاً في بحر، وكأني خرجت منه إلى شاطئه، وإذا أنا بشخص فيه قد غرق وتعلق بخشبة على وجه الماء لحظة ثم غرق. قلعت يا سيدي علمت الشخص من هو؟ قال : نعم. قلت : من هو قال : ابن النجار. قلت في أوانه، قال: يظهر قليلاً ثم يخفى خفاء لا ظهور بعده مع نقاق قلبه. وكان من قصته المذكورة وهى إنه سعى في إحداث أمور على المسلمين باطلة فقام الشيخ قدس الله روحه مع جماعة من علماء المسلمين فأزالوها بأذن الله تعالى ونصر الله، الحق وأهله، فغضب لذلك لكراهية مصلحة المسلمين ونصيحة الدين وبعث إلى الشيخ يتهدده ويقُول: أنت الذي تحزب العلماء على هذا، فكتب إليه الشيخ قدس الله روحه كتاباُ هذه صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، من عبد الله يحيى النووي.
اعلم أيها المقصر في التأهب لمعاده، التارك مصلحة نفسه في تهيئة جهاده له وزاده، أني كنت لا أعلم كراهتك لنصرة الدين ونصيحة السلطان حملاً منى لك ما هو شأن المؤمنين من إحسان الظن بجميع الموحدين، وربما كنت أسمع في بعض الأحيان من يذكرك بغش المسلمين فأنكر عليه بلساني وبقلبي لأنها غيبة لا أعلم صحتها ولم أزل على هذا الحال إلى هذه الأيام فجري ما جرى من قول قائل للسلطان وفقه الله الكريم للخيرات إن هذه البساتين يحل انتزاعها من أهلها عد بعض العلماء، وهذا من الافتراء الصريح والكذب القبيح، فوجب علي، وعلى جميع من علم هذا من العلماء أن يبين بطلان هذه المقالة، ودحض هذه الشناعة؛ فإنها خلاف إجماع المسلمين، وإنه لا يقول بها أحد من أئمة الدين وأن يُنهوا ذلك إلى سلطان المسلمين فأنه يجب على الناس نصيحته لقول النبي صلى الله عليه وسام في الحديث الصحيح: (الدين النصيحة لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم).


--------------------------------------------------------------------------------

وإمام المسلمين في هذا العصر هو السلطان وفقه الله تعالى لطاعته وتولاه بكرامته، وقد شاع بين الخواص والعوام أن السلطان كثير الاعتناء بالشرع ويحافظ على العمل به، وانه بنى المدرسة لطوائف العلماء ورتب القضاة من المذاهب الأربعة، وأمر بالجلوس في دار العدل لإقامة الشرع وغير ذلك مما هو معروف من اعتناء السلطان أعز الله أنصاره بالشرع، وأنه إذا طلب منه العمل بالشرع أمر بذلك ولم يخالفه.
فلما افترى هذا القائل في أمر البساتين ما افتراه، ودلس على السلطان وأظهر أن انتزاعها جائز عند بعض العلماء وغش السلطان في ذلك، وبلغ ذلك علماء البلد فوجب عليهم نصيحة الدين والسلطان وعامة المسلمين، فوفقهم الله تعالى للأتفاق على كتب كتاب يتضمن ما ذكرته على جهة النصيحة للدين والسلطان والمسلمين. وذكر بقية الكتاب وأنا اختصرته - ولم يذكروا فيه أحداً بعينه بل قالوا : من زعم جواز انتزاعها فقد كذب، وكتب علماء المذاهب الأربعة خطوطهم بذلك لما يجب عليهم من النصيحة المذكورة، واتفقوا على تبليغها ولى الأمر أدام الله أيامه، يوجب عليهم أن ينصحوا ويبينوا حكم الشرع، ثم بلغني عن جماعات متكاثرات في أوقات مختلفات حصل لى العلم بقولهم، إنك كرهت سعيهم في ذلك، وشرعت في ذم فاعل ذلك، واشتد معظم ذلك كله إلى، ويا حبذا ذلك من صنيع وبلغني عنك هؤلاء الجماعات إنك قلت: قولوا ليحيى هذا الذي سعى في هذا فينكف عنه وإلا أخذت منه دار الحديث، وبلغني هؤلاء الجماعات: انك حلفت مرات بالطلاق الثلاث إنك ما تكلمت في انتزاع هذه البساتين، وانك تشتهى إطلاقها، فيا ظالم نفسه؛ أما تستحي من هذا الكلام المتناقض وكيف يصح الجمع بين شهوتك، وإطلاقها وانك لم تتكلم فيها، وبين كراهيتك السعي في إطلاقها ونصيحة السطلان والمسلمين، وياظلم نفسه؛ هل تعرض لك أحد بمكروه أو تكلم فيك بغيبة؛ وإنما قال العلماء: من قال هذا السلطان فقد كذب ودلس عليه وغشه ولم ينصحه؛ فإن السلطان ما يفعل هذا إلا لإعتقاده أنه حلال عند بعض العلماء؛ فبينوا أنه حرام عند جميعهم، وإنك قد قلت إنك لم تتكلم فيها وحلفت على هذا بالطلاق الثلاث فأي ضرر عليك في إبطال قول كاذب على الشرع، غاش مدلس على السلطان؟ وقد قلت أنه غيرك؛ وكيف تكره السعي على شيء قد أجمع الناس على استحسانه. بل هو واجب على من قدر عليه، وأنا بحمد الله من القادرين عليه بالطريق الذي سلكت، وأما نجاحه فهو إلى الله تعالى مقلب القلوب والأبصار، ثم أني أتعجب غاية التعجب من اتخاذك إياي خصما، يا حبذا ذلك من اتخاذ، فأني بحمد الله تعالى أحب في الله وأبغض فيه، فأحب من أطاعه وأبغض من خالفه، وإذا أخبرت عن نفسك بكراهيتك السعي في مصلحة المسلمين ونصيحة السلطان فقد دخلت في جملة المخالفين، وصرت من نبغضه لله رب العالمين؛ فان ذلك من الإيمان كما جاءت به الآثار الصحيحة المنقولة بأسانيد الأئمة الأخيار.
أرض لمن غاب عنك غيبته، فذاك ذنب عقابه فيه، وياظالم نفسه، أنا ما خاصمتك أو كلمتك أو ذكرتك أو بيني وبينك مخاصمة أو منازعة أو معاملة في شيء فما بالك تكره فعل خير يسرني الله الكريم له : (وَمَا نَقَمواُ مِنْهُمْ إلاً أنْ يؤْمِنُوا بِالله العزِيز الحميد) بل أنت لسوء نظرك لنفَسك، تنادي على نفسك، وتشهد الشهود بكراهية هذه النصيحة التي هي مصرحة بأنك أنت الذي تكلمت في هذه البساتين، وإن الطلاق عليك واقع، وما أبعد أن تكون شبيها بمن قال الله تعالى فيهم : (وَلتَعْرِِفَنَهُمْ فِي لَحْنِ الْقَولِ والله يَعْلَمُ أعْمالكُمْ).
وياعدو الله، وعدو نفسه، أتراني أتكره مصاداة من سلك طريقتك هذه، بل والله احيها وأوثرها وأفعلها بحمد الله تعالى فان الحب في الله والبغض فيه واجب علي وعليك وعلى جميع المكلفين.
ولست أدري أي غرض لك في حرصك على الإنكار على الساعين في إعظام حرمات الدين ونصيحة السلطان والمسلمين؟ فياظالم نفسه، انته عن هذا، وارجع عن طريقة المباهتين والمعاندين.


--------------------------------------------------------------------------------

وأعجب من هذا تكريرك الإشارة إلى بزعمك الفاسد كالمتوعد إن لم ينكف؛ أخذت منه دار الحديث. فياظالم نفسه، وجاهل الخير وتاركه أطلعت على قلبي أني متهافت عليها أو ما علمت إني منحصر فيها أو تحققت إني معتمد عليها مستندا إليها أو عرفت أعتقد انحصار رزقي فيها أو ما علمت لو أنصفت كيف ابتداء أمرها أو ما كنت حاضرا مشاهد أخذي لها. ولو فرض تهافتي عليها أكنت أوثرها على مصلحة عامة المسلمين مشتملة على نصيحة الله ورسوله وسلطان المسلمين وعامتهم، مخافة من خيالاتك. إن هذه لغباوة منك عظيمة، وتعجبا منك كيف تقول هذا؟.
أأنت رب العالمين بيدك خزائن السموات والأرضين، وعليك رزقي ورزق الخلائق أجمعين!، أم أنت سلطان الوقت تحكم على الرعية بما تريد، فلو كنت عاقلاً ما تهجمت على التفوه بهذا الكلام الذي لا ينبغي أن يقوله إلا رب العالمين أو سلطان الوقت، مع أن سلطان الوقت منزه عن قولك الباطل، مرتفع المحل عن فعل ما ذكرت ياظالم، فان كنت تقول هذا استقلالاً منك فقد أفتئت عليه، وأجرأت على أمر عظيم، ونسبته إلى الظلم والعدوان، وان كنت تقوله عنه فقد كذبت عليه، فانه بحمد الله حسن الاعتقاد في الشرع، وذلك من نعم الله تعالى عليه، والسلطان بحمد الله تعالى وفضله أكثر اعتقاداً في الشرع من غيره، ومعظم حرماته، وليس هو ممن يقابل ناصحه بهذيانات الجاهلين وترهات المخالفين، بل يقبل نصائحهم كما أمر الله تعالى. وأعلم أنها الظالم نفسه إني والله الذي لا إله إلا هو لا أترك شيئاً أقدر عليه من السعي في مناصحة الدين والسلطان والمسلمين وفرق حزب المخذلين، وسترى ما أتكلم به إن شاء الله تعالى عند هذا السلطان وفقه الله تعالى لطاعته وتولاه بكرامته في هذه القضية غيره الشرع وإعظاماً لحرمات الله تعالى وإقامة الدين، ونصيحة السلطان وعامة المسلمين.
ويالظالم نفسه، أجلب بخيلك إن قدرت، واستعن بأهل المشرقين وما بين الخافضين، فإني بحمد الله في كفاية تامة، وأرجو من فضل الله تعالى إنك لا تقوي لمنابذة أقل الناس مرتبة بحمد الله تعالى ممن يسعى أو يود القتل في طاعة الله تعالى.
أتقوى يا ضعيف الحيل لمنابذتي، أبلغك يا هذا أني لا أومن بالقدر أو بلغك إني اعتقد أن الآجال تنقض وأن الأرزاق تتغير، أما تفكر في نفسك من قبيح ما أتيته من الفعال، وسوء ما نطقت به من المقال ياظالم نفسه، من طلب رضي الله تعالى يرد خيالاتك وتمويهاتك وأباطيلك وترهاتك!! وبعد هذا كله، أرجو من فضل الله تعالى أن الله تعالى يوفق هذا السلطان ادام الله نعمه عليه لإطلاق هذه البساتين، وأن يفعل بها ما تقريه أعين المؤمنين، ويرغم به أنف المخالفين، فان الله تعالى قال: (والْعَاقِبة للمتَقين) والسلطان بحمد الله تعالى يفعل الخيرات فما تفوته في هذه القضية.
واعلم إنك عندي بحمد الله تعالى أقل ممن اهتم بشأنك، والتفت إلى خيالاتك وبطلانك، ولكني أريد أعرفك بعض أمري لتدخل نفسك في منابذة المسلمين بأسرهم، ومنابذة سلطانهم، وفقه الله تعالى على بصيرة منك وترتفع عنك جهالة بعض الأمر، ليكون دخولك بعد ذلك معاندة لا عذر لك فيها.
وياظالم نفسه؛ أتتوهم أنه يخفي علي وعلى من سلك طريق نصائح المسلمين وولاة الأمر وحماة الدين، أنا لا نعتقد صدق قول الله تعالى: (والْعَاقِبَةُ لِلمتقينَ ) وقوله: (وَلا يَحيقُ الْمكر السيَّء إلا بِأُهلِهِ).
وقوله تعالى : (والذين جَاهَدوا فينَا لَنهْديَنَّهُمْ سُبُلنَا) وقوله تعالى: (إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصرُكُمْ وَيُثَبِِتْ أقْداَمكُم) وقوله تعالى (وكان حَقاًَ عَلينا نَصْرُ المؤمِنِيِن).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم خذلان من خذلهم) والمراد بهذه الطائفة أهل العلم كذا قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وغيره من أولي النهى والفهم.


--------------------------------------------------------------------------------

وقوله صلى الله عليه وسلم:ٍ (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) هذا فيمن كان في عون واحد من الناس، فكيف الظن بمن هو في عون المسلمين أجمعين؟ مع إعظام حرمات الشرع ونصحه السلطان وموالاته وبذل النفس في ذلك. وأعلم أني والله لا أتعرض لك بمكروه سوى أني أبغضك في الله تعالى، وما امتناعي عن التعرض لك بمكروه من عجز بل أخاف الله رب العالمين من إيذاء من هو من جملة الموحدين، وقد أخبرني من أثق به ويخبره وصلاحه وكراماته وفلاحه بأنك إن لم تبادر بالتوبة حل بك عقوبة عاجلة تكون بك آية لمن بعدك، لا يأثم بها أحد من الناس ، بل هو عدل من الله تعالى يوقعه بك عبره لمن بعدك.
فان كنت ناظرا لنفسك، فبادر بالرجوع عن سيئ أفعالك، وتدارك ما أسلفته من قبيح مقالك، قبل أن يحل بك مالا تقال فيه عثرتك ولا تغتر بسلامتك وثروتك ووصلتك وفكر في قول القائل:
قد نادت الدنيا على نفسها ... لو كان في العالم من يسمع
كم واثق بالعلم واريته ... وجامع بددت ما تجمع
والسلام على من اتبع الهدى، والحمد لله رب العالم
فصل
قال لي صاحبنا أبو العباس أحمد الشيخ أبى عبد الله محمد بن الحسن بن سالم الشافعي. قال ذكر الشيخ الصالح المعمر أبو القاسم بن عمير المزني، وكان من الأخيار أنه رأى فيما يري اِلنائم بالمزق رايات كثيرة قال : وسمعت توبة تضرب فقلت ما هذا؟ فقيل الليلة قطب يحيى النووي فاستيقظت من نومي، ولم أكن أعرف الشيخ ولا سمعت به قبل ذلك، فدخل المدينة يعني دمشق في حاجة قال : فذكرت ذلك الشخص فقال : هو شيخ دار الحديث الأشرفية، وهو الآن جالس فيها لميعادها، فاستدللت عليها ودخلتها فوجدته جالساً فيها وحوله جماعة فوقع بصره عليَ فنهض إلى جهتي وترك الجماعة ومشى إلى طرف أبوابها ولم يتركني أكلمه، وقال : اكتم ما معك ولا تحدث به أحدا ثم رجع إلى موضعه ولم يكن رأيته قبلها ولم اجتمع به بعدها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة الامام النووي رحمه الله4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الامام النووي رحمه الله 1
» سيرة الامام النووي رحمه الله2
» سيرة الامام النووي رحمه الله3
» سيرة حياة الإمام الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
» ترجمة الامام ابن الجزري رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة القرآن الكريم طحا الأعمدة :: منتدى القصص والعبر :: سير أعلام بعض العلماء-
انتقل الى: