أثر القرآن على النفس:
* قال ابن القيم – رحمه الله -: «إن محبة الله تنور الوجه وتشرح الصدر، وتحيي القلب، وكذلك محبة كلام الله؛ فإنها من علامة محبة الله، وإذا أردت أن تعلم ما عندك من محبة الله فانظر محبة القرآن من قلبك، والتلذذ بسماعه أعظم من تلذذ أصحاب الملاهي والغناء المطرِب- بسماعهم؛ فإن من المعلوم أنّ من أحب محبوبًا كان كلامه وحديثه أحبّ شيء إليه».
* وقال أيضًا: «لا شيء أنفع من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه؛ فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كرّرها ولو مائة مرة، ولو ليلة؛ فقراءة آية بتفكر خير من قراءة ختمة بغير تدبر وفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف يردّد أحدهم الآية إلى الصباح؛ فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب».
* وتأمل في قول خباب بن الأرت – رضي الله عنه – لرجل: «تقرب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه» [رواه الحاكم].
* وقال ابن مسعود – رضي الله عنه: «ومن أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله» [رواه الطبراني].
* وإن المرء ليعجب من امرئ يدرس سنوات طوال تتجاوز العشر- وربما تقارب من العشرين سنة- وهو لم يحفظ من كتاب الله إلا جزءًا أو أقل!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : «وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علمًا وهو إما باطل أو قليل النفع».